ترقص العاملات فوق خلية النحل لتختبر زميلاتها بمكان الأزهار . فالزاوية بين مركز الشكل الذي تتخذه في دوراتها فوق الخلية وبين الخط العمودي هي نفسها الزاوية التي تقع بين الشمس وبين المكان الذي توجد فيه الأزهار ، وتعلم العاملات من هذه الزاوية الطريق الذي يجب أن تتجه به لتصل إلى مكان الطعام .
فإذا كان الطعام على مسافة 300 قدم من خلية النحل أو أقل ، فإن النحلة تقوم برقص دائري . أما إذا كانت المسافة أبعد من ذلك فإنها تتخذ شكل حرف 8 > - حرف ثمانية بالإنجليزية - .
فمن علم النحل على علم الهندسة والزوايا ؟ ومن منحها حسن التوجه بلا رادار ؟
إنــه الله رب العـالـمين
يقول الكاتب الفرنسي جان لوي داريفول : " إن النحل يسلك في طيرانه نفس الطرق المعروفة ، ويتجنب بعناية فائقة التحليق فوق المسطحات المائية الواسعة كالبحار والبحيرات، كما يتحاشى اجتياز الجبال " .
ويقول أيضا : " إن للنحلة الواحدة حياة محتمة ومقدرة مسبقة ، تخضع لقواعد محددة تحول دون شيوع الفوضى ، ولها سلوك محكوم كليا منذ أيام حياتها الأولى تبعا للقوانين النافذة والمعمول بها في الخلية .
فسبحان الله تعالى : " الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين " (السجدة: آية7 )